تريكو..

"شلتين صوف على قطن ارزق فاتح و تلاته ازرق غامق..كحلى يعنى"
تسلقت البائعه سلما صغيرا ذو ثلاث درجات حتى تطال طلبات السيده..
التى انهمكت فى فرز كل انواع و الوان الخيوط بعينيها و التطلع لهم بنهم..كم ودت لو امتلكت ما يكفى من الجنيهات حتى تبتاع كل ما طاب لها و كل ما يمكن ان يدفىء افراد عائلتها الصغيره..
لمحت فى احد الاركان لون راق لها كثيرا وودت لو سالت البائعه ذات الترتر المتناثر على راسها كالثريا عن سعره..
لكنها آثرت الصمت..
ناولتها الفتاه نداغة اللبان طلباتها..و حملت الخيوط و كانها تحمل جائزه و همت فى السير و كانها على موعد رائع طالما تمنته
فكرت فى ابنتها الشقيه هبه و ابتسمت عندما تخيلت كيف تعلق معطفها بالمسمارالطويل المتربص للاكمام..
فتحت باب شقتها بسرعه و دخلت لتضع حقائبها جانبا و تبدا بسرعه و بحركات رشيقه فى تحضير طعام الغذاء لاسرتها الصغيره..
اطمئنت على رضا ابنتيها وولدها و زوجها الهادىء من عمايل ايديها وحياة عينيها و غسلت الصحون فى عجاله لتاتى بكنزها الثمين من الخيوط و تاخذ وضعا مريحا على مقعدها القديم الذى شهد ولادة احلى انجازات ابرتها الطويله..
نظرت يمينا على غرفة الولد و تمنت ان يخفض ما كاد ان يخترق الحوائط و يثقبها من ضوضائه..نظرت يسارا لترى ظل الفتاتان يتحرك امامها من وراء زجاج بابهم..بل و خرجت تُقى البنت الكبرى و قد حملت ملابس و منشفه و قذفت لامها باحلى قبله فى الهواء و هى متجهه الى الحمام..
بدات فى عد العُقَد التى ستحتاجها لحياكة معطف جديد لحبيبتها الصغيره هبه..ثم تحرك رسغها فى رشاقه ليبدا سرد حكاية زرقاء و انتظمت حركات الابر المعدنيه الكبيره و هى تنسج مظهرا جديدا من مظاهر تفانيها و حبها..
و عندما سمعت الام صوت الهاتف عرفت ان احد الاولاد سيتولى الرد و ابت ان تترك ما فى يديها الا على الاقل بعد الانتهاء من بضعة صفوف..انتبهت لصوت ابنتها و هى تحى صديقتها شيرين..
" البت شيرين دى قمر بشكل..عينين خضرا و لا زرقا حلوه اوى و الا شعرها السايح اللى زى الدهب"
تمتمت الام و هى تتمنى من قلبها لو كانت هبه فى مثل جمال هذه البنت..
" بس هبه شاطره..آه..و شاطره اوى كمان..دى حلوه بس هبه اشطر منها"
نظرت لبضع الصفوف التى انتهت منهم فى زهو و قالت:
" ده حينطق عليها..الله هى سكتت ليه؟!!"
تعجبت و نظرت الى الساعه لتجد ان المغرب قد حان..
" اكيد بتصلى..يا سلام..البت دى طلعالى بالظبط..ما تسيبش فرض انا مش عارفه العيال التانيين مش زيها ليه؟! اهديهم يا رب"
تذكرت صلاتها و تسائلت كم تبقى من الايام حتى تعاود الصلاه و فرحت لاقتراب طُهرها..كم تفتقد الصلاه و كم تشتاق الى الارتماء على سجادتها لتمعر جبهتها لله ساعه..لتشكو اليه متاعب الدنيا و شوقها للقائه..لتدعوه لهداية ابنائها و مسامحتها على ما مضى و ما هو آت..
" يا خرابى!!! اما اكلم البت اختى دى ممكن تولد فى اى لحظه و انا ولا هنا
تخلت عن خيوطها ووضعتهم بحرص بجانبها على المنضده الخشبيه ذات الساق المعوجه و امسكت سماعة الهاتف ووضعتها على اذنها و همت ان تطلب الرقم عندما سمعت همس كلمات كادت ان توقف قلبها الذى عرف صاحبة الصوت الملتاع حبا و شوقا للمسات صاحب الصوت الاجش الذى يصف........................................................

تعليقات

‏قال محمود عزت
والله يا نداهة انا واقف قدام تدوينك
متلخبط
أسلوبك جميل فعلا , أداء بصري رائع , كإني شايف المشاهد
بس النهاية حسيت إنها أقل من اللي كنت متوقعه
حسيت برضه في أسلوبك طبعة إلتزام أو حس ديني عالي, ده جميل جدا بس ممكن يخلي القارئ يحس إنه إزاء قصة تربوية أو ملتزمة

بصي يا نداهة
إنتي بتكتبي قصة جميل جدا
و شايف إنك لو مكنتيش بدأتي تفكري إنك تكتبي قصة قصيرة كعمل أدبي تواجهي بيه القراء فلازم تبدأي فورا :)

و برضه حضرتك سيناريست محترم يا فندم
‏قال هيّ
عندك حق تماما..
و والله كل كلمه قلتها شرف ليا لانى بجد معجبه بيك ككاتب..
النهايه خجوله..فعلا..انا حسيت حاجه ناقصه و حسيت انها خجوله..
الحس الدينى موجود و مش حخليه يبقى وعظ ابدا..المره دى فلت :)
اما العمل الادبى فربنا يكرمك على المجامله التحفه دى لانى على قد قد قد قدى
نورت و شرفت و حاعزمك على أزوووزه فى اقرب فرصه!!
:):)
‏قال khaled
السلام عليكم
انا دخلت المدونة بتاعتك بالصدفة و قريت اللى كتبتيه و عجبنى جدا جدا
ووصلنى انتى عايزة تقولى ايه و المعنى اللى عايزاه يوصل باسلوبك الرااااااااائع بس هى النهاية زى ما قال الاخ محمود
و من رأيى ان النهاية ممكن تكون اجمل بكلمة او اتنين يعنى مش محتاجة كلام كتير او تأليف اكتر
اسيبك بقى و اروح اكمل قراية بقيت مواضيعك الجميلة
‏قال هيّ
اهلا اهلا بيك..
ده حظى السعيد جدا..
ربنا يكرمك على زوقك و بوافقك زى ما وافقت استاذ محمود..
ان شاء الله اللى جاى يبقى افضل
تحياتى:)
‏قال Ehab
يعني انتي بتعزمي الناس على ازوزه وانا ما شفتش منك كوباية عصير قصب حتى ما علينا
-------------------

القصه جامده جدا
ومش عارف ليه بتقولوا ان النهايه ضعيفه ولا مش عارف ايه مش لايقه مين قال كده
القصه لو بصتيلها هتلاقي فيها الصدمه اللي معودانا عليها
المركب الهادي اللي ماشي في بحر هااادي
وهوب تكتشف ان مفيش في الدنيا بحر هادي
تحت الهدوء فيه الف عاصفه بتهب
وهتهب
مين قال ان الأسره الخياليه بتاعة اوللاد مؤدبين وام متفانيه واب معرفش راح فين تقريبا كان بيحلق دقنه فملحقش يطلع في القصه
المهم يعني مفيش حاجه مثاليه كده
لازم في بلاويمستخبيه

وانتي قصتك عايزه تقول ده
يالا سلاااااااااااااااااام
‏قال هيّ
اى نعم...مفيش مثالية :)
والنهاية خجولة فعلا لانى فاكرة انى وقفت نفسى عن الكتابة لخجلى من فكرتى :)

المشاركات الشائعة