و إنتى إزيك ؟
إنهمكت فى عملها ودققت نظرها الضعيف لترى الخلايا من فوهتى مجهرها..
كانت خلايا تشبه بيض السمك..الوانها رمادية هلاميه ..تتحرك بعشوائية سريعة أذهلتها..
تخلل عقلها صور من سنين مرت بها كأنها شهور..عندما فتحت باب مكتبه العتيق لعمل أول مقابلة عمل مع طبيب التحاليل المشهور..
كان باباً ثقيلاً..إضطرت الى دفعه بكلتا يديها حتى تعبر من فرجة ضيقة كانت كل ما إستطاعت فتحه.
و كانت أول نظرة..لم تكن لتظن أن يكون الإسم الذى طالما سمعت عنه وإنبهرت بسمعته الطبية ذو وجه وقامة بهذه الوسامة..
رفعت عينيها من على المجهر البارد وحدقت بعيداً عابرة بنظرها النافذة المظللة بالنباتات والزهور..
بل وقفزعقلها الى ما بعد قبولها العمل وحتى أول مرة دعاها الى مؤتمر فى إحدى البلاد الأوروبية..ضحكت..ضحكت عندما تذكرت ردة فعل عائلتها عندما سمعوا الخبر..وضحكت عندما تذكرت كم ضحكت معه على أعتاب متحف الشمع وكأنهما صبيان صغيران يلهوان ببراءة بالحديقة..
أحبته..كم شغل كيانها عن كيانها..
بل كم تحبه..توقفت لبرهه وحدثت نفسها غاضبة..كيف أحبه..أمجنونة أنا؟
فقد كانت تعرف أنه لابد لها أن توقف قلبها عن حبه بمزاليج وأربطة ثقال..
لن يجدى الوله مع من مثله من الرجال..ليس سيئاأبداً وتعرف..بل متزوجاً وتعرف..
قدمت لنفسها الأعذار..لم يكن لديها إختيار..لم تفعل ما تؤاخذ عليه..صامتة هى وساكنة من أعماقها..فهى تعرف أنه حب حياتها..
بل وتعرف كم يتمناها..ويراها من قلبها..كم رسم عينيها فى مخيلته ساعات وأيام ..
كم حرص عليها وكم حرص منها ليحميها من الجور..جوره عليها وعليه..
غطت أذنيها إيقافاً لتردد كلمات تذبحها..تعرفها، تحفظها ًوتشبك أناملها ببعض فتشل عن مصافحة نفسها التواقة المعذبة..
هل يرى الإنسان دائماً دموع عينه؟..لا يراها ولكنه يتذوق مرارتها بشفتيه..بل يسارع ويمحي كل أثرها ..تمويه لدليل إنكساره وضعفه..
ألقت بمعطفها بعيداً وكأنها تخلع ثوب الهوان عنها..أمسكت بمفتاحها ومن بعده مقودها وإنطلقت مختنقة بسيل من دمع لولا سد حلقها لفاض نهراً..
أطفأت سيجارة من أخرى وكأن كل ما تبقى من دخان بصدرها سيستحيل تسكينا لوجعها..
لمحت طرف عينيها فى مرآة ليس لها ضرورة إلا مواجهتها بما سال من كحلها..
حاولت البكاء أكثر وأكثر فقد إشتاقت إلى صوته الذى غاب شهوراً عنها منذ سفره البعيد..لا تعلم لما يتعذر النوح بألم الفراق وجهل الحال والمصير..
إنتبهت كل حواسها عندما سمعت صوت هاتفها..إسمه أنار وجهها وشارعها وشمس نهارها..
إبتسمت وفرحت كل خلية بها وردت عليه: دلوقتى بس بقيت كويسه ..
عندما سألها: وإنتى إزيك ؟..
تعليقات
بجد :)
مازالت القصة دي من احلى ما كتبتي بالنسبالي..
دلوقتي بقت احسن
بنت العبيط دي
قاعده تعيط وعيطتنا معاها واول ما سي محسن يرن بس خلاص بقت كويسه
لم المك الا ان ابتسم
وكالعاده لا تعليق او اعتراض على مشاعر المرأه
هي كده محدش ليه دعوه
بجد تسلم ايدك
سلاااااااااااااااااااام
اخوكي ايهاب