آدم

إختار إسمه بعناية...فهو إسم برى...بدأ به الإنسان وجوده...بدأ عارٍ...لا يعرف من الحياة الا ربه...وبعد قليل عرف أنثاه وشيطانه...تآلف مع الملائكة وكان أول شعوره: الخجل...فوارى عورته...إسم نىء...إسم به أول ما عرفت البشرية من رجولة...من معنى وبداية للسلالة...
إختار إسمه بعناية حتى يجد العربى والعجمى معانى القوة والإنفراد به...ربما كان إسمه حقاً...تساءلت أحياناً ...إلا أن طابعه وملامحه وعقله بهما ما دل على مخطط مرسوم إنتزعت منه التلقائية والحقيقة...حقيقة الإجابة على سؤال إسمه: من؟؟
أما حقيقة أن به ما فى الإسم من أصداء تكاد تكون الحقيقة الوحيدة التى ينطقها...دون أن ينطقها.
دققت بملامحه ذات يوم لأجد به براءة صاخبة...حيوانية رقيقة ...وقوة ظاهرة لم يغلفها شىء...فهى أصل البرية التى يعيشها وهى قلب صندوق أدواته من أجل البقاء...لم أعرف يوماً لما إختار هذا النوع من البقاء...البقاء كمرافق للأغراب من غير أهل البلد...راقه كل من هو أجنبى ليموه جسده بهويته ويختفى عمن هو أصلاً...
تحدث الإنجليزية بطلاقة حتى أننى شككت يوماً فى جذوره...تحدثها دون أن يتعلمها بمدارس العملة الصعبة...تعلمها من مصاحبة أهل اللغة من الوافدين الى بلدنا السمراء...من المنبهرين بأبناء بلدنا السمراء...فاللون الأسمر الذى طال الأرض والماء والأبناء هو ما يجذبهم إلينا حقاً...
رأيته يوماً بقامته ووسامته ونظراته الثاقبة..عيون سوداء تظللها حواجب ثقيلة كانها سور من حجر صوان...عيون تكاد تثقب قلبك لتنهش ما به من ضعف...نعم...تبحث عنه وتترقبه وتصطاده لتنهشه لتحيا...نعم...الضعف.
رأيته وقد أتى وجلس بجانبى يحاول أن يشد بصرى المثبت بالطريق الى فحولة عيناه...بداخلى أقسمت ان لا أنظر اليه فيعرفنى...أنا أيضاً أختبىء ولكن وراء إسماً حقيقياً لا رمزى...ولن يكشف غطائى أحد...
فشل فى محاولة جذبى بنظرة وهذا أخافه...فأدواته إنتثرت أرضاً...وبدونها سيطر عليه غباءه فقفز عشر خطوات للأمام دون حساب...ثرثر بلا خطة عن أزمته المادية ومشروعه العبقرى وشركاؤه الدبلوماسيين الأجانب...إقترح المشاركة والشراكة وأعطى مجالاً للعملات أن تتخذ مكانها بوسطنا...دولارات وجنيهات ويوروهات كثيرة...لعبت ورقصت فوق جبهته وأنا أكتم ضحكات بداخلى وسُباب...وكتمت أكثر رغبة مُلحة فى أن أعدل له الخطة بحيث يكون هناك مجال لنجاحها ...لا مجال لفقد السيطرة وقت محاولة إحكام السيطرة...الا أن سخف الفكرة ونصحى له بالنصب على فارقنى عند أول مدخل الشارع الكبير...لم يكن مضى على وجوده بسيارتى أكثر من عشر دقائق عندما أقنعته تماماً بأن لى عودة بعد قليل...وعندما ترجل نظرت بمرآة السيارة الى الخلف فوجدته يشير الى أحد ما علامة الفوز...الفوز بماذا أيها البله؟؟ رغم أننى رفضت طلبه...كيف يمكن أن يطلب بأول لقاء...وكيف يمكن أن يكون الطلب خمراً...ولما التساؤل وهو يجد "آدم" بألسنة العجم وإيقاعهم...فليشرب الخمر ويتلون بألوانهم...فيصير آدم بحروف لاتينية تبعده كثيراً عن أباه الجالس بشرفة منزلهم بالعباسية...فهو لم يقم من جلسته هذه منذ زمن الا لينام أو يفضى ما بجوفه...قد تتوه عن عينيه عدد الشروخ التى زينت حائط تلك الشرفة...وماذا شهدت من طفولته...أراد أن يبعد بالزمن والهوية وينسى شرفات وشوارع وثياب بالية حاولت إخفاء حقيقته إلا أن أباه لن يختفى...ليس حالاً على أى حال...فهو جالس بالشرفة ليل نهار ينتظر قدومه من عقول الفرنجة الى ملابس إختصها للعناية بوالده وغسله يوماً بعد يوم...وقتها لا ينطق الإنجليزية...لا يستطيع...سيعرفه اباه ويظنه غريباً...
آدم...كان بعقله عوالم كثيرة...قريبة وبعيدة وعزيزة...عزيزة فقط هى من تنطق آدم...بحروف لاتينية!

تعليقات

‏قال Unknown
حلوة قوي حالة المحاور إللي فيها نفس البداية والنهاية حاجة واحدة. استمتعت بالقصة

ربنا يسعدك كده زي ما بتمتعينا بإنتاجك :)
‏قال Ehab
آدم بحروف لاتينيه

بلسان عجمي

يستمتع باسمه من السنتهم
ام انه يستمتع بأنه مميز عندهم

نصاب عادي

ام طموح من الطموحين

وكيف يمكن ان نفرق بين النصاب والطموح
احيانا يدفعنا الطموح الى ان نكذب ونخدع وننافق ونجامل ونهول ونبالغ
ونقبل بما لا يجدر بنا قبوله

اذن ربما الطموح خطيئه
وربما كانت وسائلنا لتحقيقه هي الخطيئه

لحظة ان رفضت ان تنظر اليه
اقسمت على المقاومه
مع انها حنثت بها واستمعت اليه
ان النصاب يعرف جيدا ضحيته
يعرف انها استمعت اليه
لا يهم ان تصدقه من اول جلسه المهم انها قبلت ان تسمعه وهذا يعني ان امامه فرصه للفوز
لذلك يكم المباراه وعيد الجولات حتى يصل للنهايه

صدمته نعم انها لا تنظر اليه
لذلك اخرج كل اداوته
وهنا اخطأ فسلاح واحد ينفع لكل ضحيه
لا تعرض اسلحتك كلها ليس فقط لأنك تكشف كل خدعك
ولكن لأنك بذلك تعلن انك خادع تملك الف وجه
فأنا مثلا ان حاولت ايقا فتاه لا اخبرها كل قصصي التي ادبرها ولا اعاملها بكل انواع المعاملات التي استدرجهم بها مثلا
فهذه تحتاج ملاطفه
وهذه تفضل العنف
وهذه تحتاج الصبر
وهذه تكره الأنتظار
هو اخطأ حين اهتزت ثقته
ولكنها في رايه كانت الجوله الأولى
لذلك واصل المحاوله
هو لم يعلن انه انتصر لهذا الذي اشار له في نهاية الرحله بالسياره
ولكنه اشار له ليعلن ان الخطه لازالت مستمره والصيد لم يخرج بعد من الشبكه مع انه يحاول ان يخرج ويهز جسده ويفرك بعنقه
اما ان ينجح ويهرب واما ان تنعقد الشبكه حوله اكثر
كل هذا فقط في محاولته واسلوب عمله

اما باقي القصه فهي عن اصله وفصله
عن نصفه الخفي
الوجه الأخر للقمر
ذلك الجانب المظلم
عالمان لا يلتقيان ابدا
الوالد القابع في الشرفه
لا يجرؤ الولد على ان يعلمه بخططه
ولا يجرؤ ان يشاركه فيها
كحال كل من هم مثله
لا اعلم سر هذة المصادفه
دائما تجدي تلك الشخصيه القناصه تخفي عائلة عجيبه
لا تعلم عن نشاطاته شيأ
غريب هذا يا صديقتي
وضعتي يدك على نقطه عجيبه لعلك تخبريني عن السبب في ذلك برايك
هل يمكن ان يكون هناك ارتباط بين الأسره القاسيه او الغير مشرفه وبين تحول الشخص ال صياد فرص
ناهش للضعف في القلوب


وسؤالي الأخير يا صديقتي بالله عليك ممكن تقوليلي ليه في متعه شديده في نهش الضعف في القلوب
ليه لما بنحس الضعف ده بنستلذ بطعمه ومذاقه

هل هو الشر الصافي في قلوبنا والذي لا نعترف به


وقوليلي برده هتفضلي مجننانا بكتاباتك دي قد ايه

بجد بجد بجد احييكي يا قمر

سلااااااااااااااااااااااااااااام
اخوكي ايهاب
‏قال هيّ
الله يكرمك يا محمد ياخويا :)
رفع معنويات صباحى انما ايه!
ثانكس


ايهاب...على فكرة انت لو دونت تعليقاتك عندى ممكن تعمل منهم كتاب بعد شوية...بجد...ارتجالك ورؤيتك اكتر من رائعة...بجد شكراً
‏قال لاسع افندى
تقبلوا تحياتى ومرورى
اولا بحيييييك على النص الأدب ده
ثانيا بدال ايهاب قال قصيدة ترد عالنص يعنى وصل لحالة من النشوة فإيهاب (شنكوتى ) يعترف بيه كذواق أدبى من الطراز العالى

تحياتىىى لعطر قلمك
:)
أميــرة

(ملكة بحجابى )
‏قال هيّ
لاسع افندى :)
شكراً جزيلاً :)


ملكة بحجابك :)
الله يكرمك انتى وايهاب ويبارك فيكوا :)

المشاركات الشائعة