سيجار...
أتدري ماذا أعني؟
أعني تلك اللحظات الجديدة علينا..
اللحظات التي لم نعشها من قبل..
قصيرة هي..
مختصرة هي..
وفي قصرها يكمن سرها..
فهي تترك الأثر المحبب الذي ينسينا واقعنا..فقط للحظتها..
كانت لحظات تلك الليلة كذلك..
ليلة شتاء باردة..في شارع قديم هادئ..
عاد فيها بعد سفر طويل..وعندما عاد تساءلت..كيف يعود بعد المرارة والغضب..أهو عمق الحب..ام حب المُر..
وذهبت لأراه كطلبه..تقابلنا في طريق يلمع بأثر بقايا أمطار..
جلسنا في حديقة مقهى راقي على مقعدين وثيرين يتلاقيان عند منضدة عليها كوبان كبيران من شاي فاخر له رائحة مميزة...
رائحته العطرية فواحة كشجرة تم تقليمها وقت فجر ندي..
كانت أكفنا الباردة لا تدري كيف تُسكن شوقها للدفء...أبجيب المعطف الثقيل أم باحتضان كوب الشاي..
نظرت الى أعلى لأريح رقبتي التي آلمتني من النظر الى جانبي حيث يجلس ...فلم نكن نجلس متقابلين..نظرت الى أعلى فرأيت القمر بدراً...تجري عليه غيوم تكثفت بسواد الليل..فهنيهة تستره وهنيهتان تكشف لعيناي ضوءه الفضي الساحر..
تنفست بعمق وكأنني أُدخل صدري من رحيق القمر بعضاً من نور وجمال..
ابتسمت إعجاباً بلحظتي تلك..لحظات تشبه لوحات فنية ان دونت برسم ولون..لوحات احفظها بذاكرة الحياة...إعجاباً وتدوين: "إني مررت من هنا"
واستقرت ابتسامتي بقلبي وسكنت حين جاء صوت "فيروز" خافتاً من سماعة ما تدثرت بشجيرات تحيط بنا..
كانت "فيروز" تسأل حبيبها... "تذكر آخر مرة شفتك سنتها"...
ووجدتني أتذكر...
ثم نظرت إليه..فرأيت إبتسامة مُعجبة بالحياة...وعينان تحدقان بي..بنظرات لا تفارق وجهي...عينان لا تنظر الى القمر الذي تداعبه ستائر الغيوم..لم تنتبه لصوت فيروز المختبئ بين أوراق النباتات الخضراء والحمراء..لم تنتبه للذكري التي تساءلت عنها "فيروز"....
عينان استقرتا عليّ أنا كمصدر تقديره للحظة..
هالتني المسئولية وتمنيت الإختفاء بداخلي..ولا أدري..أكان الخَفَر أم كان الخوف!
إرتشفنا من أكوابنا العطرة...ولم يتركني أذوب بداخلي أو أستجمع إرادة للرحيل..
وبدأ الحديث الدافئ..في ليلة الشتاء الباردة..أكثر سخونة من كوب الشاي وسحر القمر وعذب صوت السيدة.
وفي لحظة ساحرة..أشعل سيجار غليظ..كدت أن أضحك لما يحاكي ذلك ما أراه في أفلام غربية تحلو فيها المَشَاهد لأنها فقط..مشاهد.
إلا أنها لحظة خلت من الافتعال..فقد عانقت رائحة السيجار رائحة الليل وأثر المطر على الأشجار والقمر الفضي والهواء البارد ودفئ الحديث وعبير الشاي..
وأصبحت لهذة اللحظة ذكرى عطرة برائحة السيجار..
أتعرف تلك الذكريات..التي إن تتذكرها، تملأ أنفك ووجدانك برائحة خاصة تجوب عقلك بجنون..تلك الذكريات التي تكاد تقسم وقتها إنك تشُم فعلاً راحة اللحظة..
ربما كان اختلاف اللحظة عن كل اللحظات هو ما جعلنا ننسى الوقت والآخرين والحسابات...فقط تحدثنا...عن جرح فات...عن حب فات..وعن خوف آتٍ آت..
وبعد دقائق دقت ساعة الرحيل...وقت نهاية كل بداية...
وافترقنا عند لحظة ثمينة...سعد فيها كلاً منّا بما حمله من غنائم الليلة..
ذكرى عطرة برائحة السيجار وبرد الشتاء وضوء ساحر و صوت رقيق..
لنضع نهاية أنيقة لفاصل بقصتنا..
ولنعلم أن شئ ما..في وقت ما..سيتبع.
أعني تلك اللحظات الجديدة علينا..
اللحظات التي لم نعشها من قبل..
قصيرة هي..
مختصرة هي..
وفي قصرها يكمن سرها..
فهي تترك الأثر المحبب الذي ينسينا واقعنا..فقط للحظتها..
كانت لحظات تلك الليلة كذلك..
ليلة شتاء باردة..في شارع قديم هادئ..
عاد فيها بعد سفر طويل..وعندما عاد تساءلت..كيف يعود بعد المرارة والغضب..أهو عمق الحب..ام حب المُر..
وذهبت لأراه كطلبه..تقابلنا في طريق يلمع بأثر بقايا أمطار..
جلسنا في حديقة مقهى راقي على مقعدين وثيرين يتلاقيان عند منضدة عليها كوبان كبيران من شاي فاخر له رائحة مميزة...
رائحته العطرية فواحة كشجرة تم تقليمها وقت فجر ندي..
كانت أكفنا الباردة لا تدري كيف تُسكن شوقها للدفء...أبجيب المعطف الثقيل أم باحتضان كوب الشاي..
نظرت الى أعلى لأريح رقبتي التي آلمتني من النظر الى جانبي حيث يجلس ...فلم نكن نجلس متقابلين..نظرت الى أعلى فرأيت القمر بدراً...تجري عليه غيوم تكثفت بسواد الليل..فهنيهة تستره وهنيهتان تكشف لعيناي ضوءه الفضي الساحر..
تنفست بعمق وكأنني أُدخل صدري من رحيق القمر بعضاً من نور وجمال..
ابتسمت إعجاباً بلحظتي تلك..لحظات تشبه لوحات فنية ان دونت برسم ولون..لوحات احفظها بذاكرة الحياة...إعجاباً وتدوين: "إني مررت من هنا"
واستقرت ابتسامتي بقلبي وسكنت حين جاء صوت "فيروز" خافتاً من سماعة ما تدثرت بشجيرات تحيط بنا..
كانت "فيروز" تسأل حبيبها... "تذكر آخر مرة شفتك سنتها"...
ووجدتني أتذكر...
ثم نظرت إليه..فرأيت إبتسامة مُعجبة بالحياة...وعينان تحدقان بي..بنظرات لا تفارق وجهي...عينان لا تنظر الى القمر الذي تداعبه ستائر الغيوم..لم تنتبه لصوت فيروز المختبئ بين أوراق النباتات الخضراء والحمراء..لم تنتبه للذكري التي تساءلت عنها "فيروز"....
عينان استقرتا عليّ أنا كمصدر تقديره للحظة..
هالتني المسئولية وتمنيت الإختفاء بداخلي..ولا أدري..أكان الخَفَر أم كان الخوف!
إرتشفنا من أكوابنا العطرة...ولم يتركني أذوب بداخلي أو أستجمع إرادة للرحيل..
وبدأ الحديث الدافئ..في ليلة الشتاء الباردة..أكثر سخونة من كوب الشاي وسحر القمر وعذب صوت السيدة.
وفي لحظة ساحرة..أشعل سيجار غليظ..كدت أن أضحك لما يحاكي ذلك ما أراه في أفلام غربية تحلو فيها المَشَاهد لأنها فقط..مشاهد.
إلا أنها لحظة خلت من الافتعال..فقد عانقت رائحة السيجار رائحة الليل وأثر المطر على الأشجار والقمر الفضي والهواء البارد ودفئ الحديث وعبير الشاي..
وأصبحت لهذة اللحظة ذكرى عطرة برائحة السيجار..
أتعرف تلك الذكريات..التي إن تتذكرها، تملأ أنفك ووجدانك برائحة خاصة تجوب عقلك بجنون..تلك الذكريات التي تكاد تقسم وقتها إنك تشُم فعلاً راحة اللحظة..
ربما كان اختلاف اللحظة عن كل اللحظات هو ما جعلنا ننسى الوقت والآخرين والحسابات...فقط تحدثنا...عن جرح فات...عن حب فات..وعن خوف آتٍ آت..
وبعد دقائق دقت ساعة الرحيل...وقت نهاية كل بداية...
وافترقنا عند لحظة ثمينة...سعد فيها كلاً منّا بما حمله من غنائم الليلة..
ذكرى عطرة برائحة السيجار وبرد الشتاء وضوء ساحر و صوت رقيق..
لنضع نهاية أنيقة لفاصل بقصتنا..
ولنعلم أن شئ ما..في وقت ما..سيتبع.
تعليقات
أؤمن جداً "برائحة" الذكريات .. وكتبت قصة عنها قبل كدة اسمها "عطرها"
الجملة اللة فوق دى .. تحفة !
تحياتى :)
سعيدة جداً لرؤية تعليقك...ما هي المدونة دي بأصدقائي اللي بيشرفوني فيها ليها رائحة ذكرى عطرة جداً بردو :))
خالص تقديري
تحياتي
أشكرك على القراءة والاطراء..
اخبار مكان
أخبار مصر و الشرق الأوسط و العالم مع تغطيات سياسية و رياضية واقتصادية
إسلوب جميل ماشاء الله :)
من كتر تجسيدك للمشهد بتجبريني اتخيله على نفسي واقارن لحظه عيشتها باللحظه اللي بتوصفيها واكاد اعاتبك على تغيير الوقت من النهار لليل وارجع افتكر بس هي مش بتحكي عن اللحظه اللي انت عشتها لكن ارجع اجادل نفسي تاني ازي مش بتحكي عن لحظتي وذكرياتي وهي بتوصف بالدقه دي واذاي بتلمس الذكرى جوانا كده بدقه
اقولك انتي مشكلك انك بتدخلي قلوب الناس كتير علشان كده بتشوفي ذكريات كتير
ربنا يحبب فيكي الناس كمان وكمان
وتبدعي كمان وكمان
اخوكي ايهاب
شنكوتي
إيهاب..
إتأخرت عليا :)
وبس..
تاواحد رجع 7سنين لورا علشان يفتكر
بس هو ليه في سيجاره في الأخر انا مبحبش التدخين هو في الصور وفي التلفزيون بيبقى شكله يجنن بس في الحقيقه بيخلي ريحة الناس مش لطيفه معرفش ازاي الستات بتدخن اصلا وتتحمل الريحه
عموما الموقف مرسوم حلو بدون تعقيدات التفاصيل لا هم مين ولا علاقتهم ايه لا هيتقابلوا تاني ولا ميتقابلوش لحظه مسروقه بنحلم بيها كلنا
احييكي على نكشك لمشاعر الناس
استاذه دائما
اخوكي ايهاب
وبعدين لقيته عتاب اتكهربت
فكرت اجري ومنطقش
واقول كاني مشفتكش
عذري الوحيد اني انا تهت
لا عدت فاكر ولا فاهم
سامحيني اسف معلش
:)
أطيب تحياتي