عروسه..
بالرغم من اعوام عمره القليله..استطاع ان يتذكر ان نفس هذا المشهد قد تكرر العام الماضى..
كانت بلدته تعج بالزائرين من القرى و المدن المجاوره..فهل يمكن ان تخلو طنطا و يعمها الهدوء فى مثل هذه الايام؟
ايام المولد..
لم يكن يرى من كل هذا المرج و الزحام و يحب الا صورتان..
الرف العالى الذى لا تطاله رقبته ذات التسعة اعوام..ليرى اجمل ما راى و تمنى فى حياته..
عروسة بالوانها الزاهية القويه التى تكاد تصرخ فى وجهه جذبا له حتى يسيل لعابه شوقا الى قطعة منها..
عروسة المولد..كبيره الحجم..ذات الرداء متعدد الالوان و الطبقات..و كانه يحوى بداخله سكر و حلاوة العالم كله..
او على الاقل عالمه الصغير!
كان يحلق بخياله الى دنيا الاحلام حيث يمكن له من ارتداء جلباب ازرق اللون ذو طاقيه من نفس النسيج توحى بالفخامة..تماما مثل طاقية سيد..ابن الحاج فتحى اكبر تجار المركز..بل و يمكن له ان يمسك بيد ابيه الحاج فتحى الذى سينفخ صدره زهوا بمحفظته المكتنزة بالمال الظاهر انتفاخها من تحت جلبابه..و بابنه الحاج الصغير..
و بالطبع حينها سيتوقف امام العروس و سيكتفى بالاشاره اليها حتى يحملها له تابعه الهزيل المطيع بعد دفع حفنة جنيهات يزيدوا قليلا عن ثمنها الى البائع..
لعق الفتى شفتيه تلذذا بحلمه الذى كره ان يفيق منه و يترك العروس او على الاقل ما يمكن ان يطاله منها و هو رؤياها!
لكن ثانى احب المشاهد الى قلبه جعله يتخلى عن سكرها..
كانت حُسنه بنت الشيخ عبد الله امام المسجد القريب من بيته الصغير.. تمشى مع ابيها و قد امسكت بطرف جلبابه..
نظر و قد ارتسمت على وجهه ابتسامة كادت ان تشق وجنتيه ..الى لمعة شعرها..
فقد اعتنت امها بوضع الكاز و الفازلين على شعرها و صنع فرق عظيم فى منتصف راسها حتى تتدلى منه ضفيرتان شديدتى الطول و الانتظام..
عجب الفتى لدقة الفرق و فكر ان عصاه الخشبيه التى يستعملها فى الكتاب قد لا تكون بهذه الاستقامه..
نظر الى يد حُسنه الصغيره و هى تتشبث اكثر و اكثر بجلباب ابيها خوفا من انزلاق يدها و بعدها عن والدها..
لم يتمنى ان يمسك طرف الجلباب معها..بل تمنى ان تترك الجلباب و تمسك يده هو..
كم تمنى ان يضحى بنفسه و يكتفى بقطعه صغيره قد تقع من العروس حتى يقدمها لها..
كانت افكاره الطفوليه هادئه و بسيطه بالرغم من دوى البمب و مسدسات الاطفال التى تملأ الجو بهجه و التى نبهته ان الفتاة تبتعد..
جرى سريعا ليلحق بالفتاه..
نظر بعيدا ليراها تستعد للانطلاق بدراجه استاجرها لها اباها لتلهو قليلا مع بقية الاولاد..راى شرائط ملونه تتطاير مع تحرك الدراجه مودعة له فاشار لها مودعا..مبتسما ابتسامة يشوبها حزن خفيف..
و حينها..تذكر اهم ما فى المولد..
و كل ما يستطيع ان يتحصل عليه..
ركض سريعا و اصطف معهم لاحقا بنفس ايقاع حركاتهم.. قائلا..
الله حى..الله حى!
تعليقات
Though I don't know why I sense some kind of relation between the story and the Pink Floyd's song: Nobody Home
It takes over your mind clouding it with it's scent an colours.. :D
believe me..i've been there :)
Thanks IRC :P
مدد يا سيدي مدد
الزحمه والدوشه
والناس مفيش رحمه
رجلين وبتخطي
على جسمه وتعدي
واقع وبيفرفر
رجليهم الظالمه
دايسه عليه بقوه
لا قدر يحوش عنه
ولا حتى يستنجد
الناس مهيش حاسه
بدراع وبكفه
عمال يحوض فيهم
كان ماشي يتفرج
على الزحمه والمولد
حسره في عينه كتير
علشان فلوسه قليل
لا عرف يجيب ارواح
ولا يركب المراجيح
وهو بيفكر
على ديله داس اكتر
وقع على وشه
والناس ولا حسه
داسوا عليه اكتر
فكر كده في حاله
ايه تفرق الدنيا
عن حاله في التربه
لو مات او اتفعص
مين يبكي يعني عليه
امه زمان ماتت
وابوه راح اتجوز
ومراته غجريه
لا ادتله عسليه
ولا حتى حنيه
وسط الدموع والدم
لقاها بتصرخ
وتحوش كده في الخلق
يا بهايم استنوا
الواد وقع عالأرض
وشدته بقوه
وحنيه من جوه
وقف ومستغرب مين انتي يا صبيه
لقاها حسنه يا خلق
البنت بنت الشيخ
عجلتها سابتها
سألت بحنيه
حاسس بحاجه يا ولد
نسي دموعه والهم
وما افتكر من شيء
الا عيون حسنه
مليانه حنيه
====================
جميله قوي قوي القصه
سلااااااااااااااااااااااااااام