حبة قبل النوم بسنة
كانت علبة صغيرة خضراء ، تناولتها بأمل وبحث عن راحة وقتية...أخذت إحدى الحبات ونظرت الى الساعة...الحادية عشر والنصف مساءً...تمنت لو نامت بعد منتصف الليل بساعة...نموذجياً كان التوقيت...تمنت لو تنام...ليتوقف ذهنها عن العمل قليلاً...ويرتاح عن جلد ذاتها قليلاً...فَجَلَّ ما تمنته هو الراحة لبعض الوقت...
مرت ساعة وهى تشاهد تلفازاً لم تفقه مما فيه شيئاً...فكان ذهنها يصور لها مشاهداً أخرى تعرفها تماماً....مشاهد تجمعها به وهما يتعانقان بشوق بعد عودتها من العمل ومشاهد وهى تستبدل ثياب العمل بأخرى تمكنها من تنظيف بيته...مشاهد قريبة ليداها اللتان لم تعرفا التنظيف وهما ممسكتان بدلو الماء ويمسحان أرض بيته...حباً فيه...رعاية له...وكان ذهنها يصور لها مشاهداً أخرى عرفتها مؤخراً...مشاهد لم ترها ولكنها أدمتها...مشاهد البيت النظيف الذى شهد على يديها بريقاً وهو يستقبل رفيقاته...مشاهد تقرب منها أغطية سريرها الجميل الذى ظنت أنها تبتاعه لزواج سيدوم عمراً ويشهد عشقهما...مشاهد أغطية غرقت بعرق مومسات أبدلهم بها لساعات قليلة غابت فيها عنه...
مرت الساعة وهيئت للحبة مجالاً كى تعمل...فتوجهت الى سرير صغير لم يعرف الا جسدها هى فقط...سرير غمرته رائحة عطرها...وبقايا عطره...عطره وعطرها فقط...
إستلقت على جانبها الأيسر فى مواجهة باب الغرفة كعادتها...وإفتقدت يده التى طالما أسندها الى ظهرها لتشعر به حتى وهى نائمة...فإنتفضت من الألم...حيث كان للجانب الأيسر نصيب الأسد من كدمات سببتها قبضاته فتورمت الدماغ والذراع والساق وجرحت...
تقلبت ونامت على جانبها الأيمن الذى لم يؤلمها به دماغها بل كدمات أبسط محتملة بذراعها وساقها...وإفتقدت إحتضانها لظهره ونومهما الهادىء...وفكرت...هل يعقل أن تفتقده؟...بعد كل ما فعله...وثارت برأسها التساؤلات ثورة شعب مقهور من طغاته...هل كان طاغيتها؟
هل يشعر؟ هل يندم؟ أهو الآن يضاجع إحداهن؟ أهو الآن يبكي حنانها؟ هل يفتقد أطفالهما؟ هل تقول له بمرضهما وبكائهما المستمر؟ هل تنفث عن غضبها؟ هل تؤذيه؟ هل تقتله؟ هل ما زالت تحبه؟ هل بالفعل تكرهه؟ هل تعرف غيره؟ هل ستتزوج ثانية؟ ماذا كان يشعر وهو يخونها؟ هل يندم بعد كل كذب؟ هل هو حقاً مريض؟ هل يستحق؟ كيف يحب جسد نقى ثم يمرغ نفسه بأجساد مدنسة؟ كيف أحبها وقتلها؟ كيف كرهها هكذا؟ لماذا لم يتركها؟ لماذا فضل عليها جميع المعاصى؟
لماذا فرط بعائلة لم تحب غيره؟ لماذا إستهان بملائكة صغار رسموا له كلمات الحب بخطهم المتعرج الملون؟ هل هو شيطان من الإنس؟ هل هو الطفل الذى أحبته أكثر من نفسها؟
غضبت...ثارت أكثر وتركت سريرها وأشعلت سيجارة وكأنها تشعل قلبه حنقاً وغضباً...توجهت الى النافذة...وتسائلت لماذا تحقق فى السيارات المارة؟ هل تتمنى أن يكون هو؟ هل تخاف أن يكون هو المار؟
نظرت الى الساعة فوجدتها الثانية...تأففت...وتسائلت لما لم تعمل الحبة؟ فقد مرت ساعتان وأكثر...بل تشعر بنفسها أكثر إنتباهاً...أكثر إنتباهاً للتفاصيل...وتذكرت يوم كان مريض وأسرعت إليه ووقفت على الباب طويلاً وهو لا يفتح وحين نزلت بعض الطوابق ناداها...هل كانت إحداهن عنده وهرّبها ثم ناداها؟؟ الهذا لم يشاركها الفراش يومها؟ وتذكرت حين أقنعها انها سببت له علامة حب بعنقه رغم انها كانت متأكدة أنها لم تفعلها...فكرت: كيف إقتنعت؟؟ غبية!!
لفحها هواء بارد جداً رغم انها بكامل ملابسها...فهو يغضب جداً إذا فتحت النافذة مرتدية شيئاً مكشوفاً وإن كان فى ظلام الليل الدامس...
حرق حلقها الدخان فذهبت الى المطبخ لشرب بعض الماء واهتمت بقفل نوافذه فى الظلام وقبل إضاءته...فهو يغضب جداً إذا تركت نافذة المطبخ مفتوحة وهى فيه...
عادت الى النافذة...وغضبت جداً...إبتلعت غصة بكاء حار وغضبت جداً...على كل هذا الحب الذى أحبته له...على عينيه التى إحتارت فى لونهما...على جسده الذى كان أول إهتمامها أن ترعاه...على كلماته وضحكاته التى تزامنت مع ضحكات لم تعرفها قبله...على جلساتهما وقهوتهما وراحتهما بجانب بعض وإن ظلا صامتين...على وثاق جمعهما به الله برحمته ليجعل حبهما شريفاً نقياً بلا أدنى خطيئة...
غضبت...من نفسها وعلى نفسها...غضبت منه...تمنت له الضر...أن يذوق عذابها ولا يعرف راحة أبداً...وتذكرت لحظة غاب فيها عن روحه الطيبة وأبرحها ضرباً...تذكرت كيف دفعته عنها مراراً وبعنف...تذكرت كم كرهته وقتها وكرهت نفسها...وتذكرت كيف لم تطاوعها يديها للإمساك بذاك الحجر...وتذكرت كيف دافعت عنه حين هاجمه الناس...
واجهت نفسها بحقيقة مشاعرها الآن...فالأمر لم يعد يخصه هو فقط...بل يخص المعنى الذى بداخلها...فقد كرهت الحب...كرهت الحب ذاته...
وتذكرت شفتيه...لم تعرف يوماً أن للشفاه مذاق إلا معه...وتذكرت قبلات عدة بمواقف عدة...وعرفت أن القبلة التى لن تنساها يوماً هى التى طبعتها على خده محاولة تهدئه وبعده عن من كادوا أن يؤذوه...برغم جراحها وآلام جسدها وجدت بداخلها قبلة أعطتها له..فهدأت ثورته قليلاً وتوقف عن السباب والضرب...
تسائلت ثانية أين هو...لماذا باعها بلا مقابل...لماذا تخلى عن حبهما من أجل نَجَس ودقائق ثوانيها شهوة...ولماذا أحبته...لماذا صبرت حتى خذلها لدرجة أن صارت حطاماً...
شعرت وكأن بركان يتفجر بداخلها...غضب...ألم...ومزيد من الغضب...
لأنها علمت أن الخيانة لم تكن منه...بل كانت من نفسها!
تعليقات
مش عارفه حسيت فيها كتير ذاتيه وما بعرف اذا احساسي صحيح من عدمه
بس كتير تأثرت فيها جد!!
ذكرتني بموضوع الـ 10 دقائق بالمناسبه:)
يعني كل لما اسمع عن المتجوزين الاقيهم بيخونوا
زمان قبل ما اسمع من النساء اي كلمه كنت كل اللي بسمعه نم الرجاله عن الستات اللي بيخونوا
وزمان كنت بسمع كتير قوي عن ان الرجاله طبيعي انهم بيخونوا وان كل ست عارفه ان جوزها بيخونها وعادي يعني ما هو راجل
بس الظاهر ان كل جانب من الجانبين بتوع المجتمع المهلهل ده واخد الفكره اللي تريحه هو واللي تنفعه هو واللي تقدر مشاعره هو
اولا ليه كم الخيانه الرهيب في مجتمعاتنا ولا اقولك بلاش مجتمعاتنا ليه كم الخيانه الرهيب في العالم كله
وايه اللي بيشجع الرجاله على الخيانه وايه اللي ممكن يمنعهم عنها
بصي انا اكيد مش عليم بنفوس كل البشر علشان كده هتكلم على قد معرفتي بنفسي وبالرجاله القريبين مني واللي اعرفهم معرفه شخصيه
اولا اهم اسباب خيانة الرجل في رايي انا انه يكون معندوش دين
ايوه لأن كل الرجاله عندهم شهوه للنساء ومهما كنت متجوز او مش متجوز دايما بتشتهي النساء لأن ربنا خلق النساء اشكال والوان فتنه في الدنيا للرجل ولازم علشان ينال الجنه يصبر على الفتنه دي ربنا وضع في الست فتنه للرجل يصعب عليه مقاومتها بس بنقول يصعب مش مستحيل يعني
يبقى نقطة الشهوه مش هي السبب الحقيقي اما نقطة انه مراته مش جميله او مش بتديله حقه فدي نقطه مهمه لكن بحدود ونسب لأن في ناس اصلا مش متجوزه ومع ذلك مبيعملش علاقه ويزني خوفا من ربنا فقط
وغيره واحد تاني مراته تحل من على حبل المشنقه ومع ذلك هايص مع ستات تانيه وكأنه متجوز واحد صاحبه
سبب كمان مهم ان الست بطبعها بتحب تكون جميله في عيون الناس لكن في حدود تربيتها واخلاقها وقبلهم تدينها يعني كل الستات مهما كانوا طاهره او فاجره كلهم بيحبوا يكونوا حلوين ومرغوبين بالتالي لأن الستات بصراحه بقت قدامهم فتنة الدنيا والتزين والتعري متاحه وسهله ومش عجيبه في الزمن الحالي فبقت الأجساد المعروضه علينا كرجاله اكتر من الهم على القلب
يبقى ادينا عرفنا اسباب الخيانه عند الرجل طب ايه اللي خلى الموضوع يستفحل قوي في مجتمعنا كده
اولا ان اللي بيشوفوه الرجاله طول الوقت في التلفزيون وفي الشوارع خلى فكرتنا عن الستات انهم اداه مخصصه لحاجه واحده بس الغريزه وكأن كل ما تملكه الست هو انها تكون وسيلة لإشباع الغريزه
ثانيا وده يمكن افظع هو ان اللي بيعمل البلاوي دي مع الستات بيتفاخر بده طول الوقت وبيحسسك انه مفيش عنده مشاكل وان ده بيحصل بدون ما ياثر على بيته واسرته ومستقبله ودينه قبلهم راجل بتاع ربنا وقلبه ابيض لكن شوية شقاوه متضرش فبيخلي اللي كويس عايز يجرب واللي مش مبسوط شويه مع مراته عايز يجرب واللي حاسس بالملل من مراته عايز يجرب
علشان كده النبي صلى الله عليه وسلم بيقول فيما معناه كل امتي معافى الا المجاهرين يبات وقد ستره الله ثم يفضح نفسه ويقول فعلت كذا وكذا او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ده رأيي في اللي بيحصل واسبابه
رأيي في البوست بقى يا جميله
انه مؤلم جدا جدا جدا
الخيانه هي صفعه من نار على الجسد كله خصوصا من شخص بنحبه قوي فما بالك لما تكون مضاف اليه اهانه جسديه واعتداء بالبشاعه دي
ويعيش الشخص برغم ان هو اللي مجروح يفكر ازاي هو غلط علشان يستحق اللي حصل ده بالتالي بيحول كل تفكيره انه اكيد في عيب منه هو ولما بيلاقي انه مش شايف العيب فين بيلوم نفسه انه حب من البدايه وانه اخلص من البدايه
اسلوبك المره دي وجعني قوي وانتي بتحكي يا رشا مش عارف اقولك ايه انتي بقيت ساعات بتدوسي على اماكن الجروح يمكن انا مش ست ومش هحس بمشاعر الست لكن اكيد بعد قرأتي لكلماتك فهمت جزء كبير من طعم الوجع اللي هي بتحس بيه
تحياتي صديقتي الرائعه
سلااااااااااااااااااااااام
اخوكي ايهاب
:)
ايوة...عشر دقايق بيهدموا دنيا وبيدمروا ناس..تخيلى النسان اد ايه ملوش قيمة!
غير معرف، المدونة دى قصص فصيرة مؤلفة...ممكن تستند على واقع بس مش بالضرورة يبقى واقعى انا.
ايهاب ، اقولك ايه...ربنا يحفظك ويباركلك فى حياتك ومراتك...قولوا آمين!
و ربنا يسعد الناس و يبعد عنهم الهم و الحزن.